لا صوت يعلو فوق معركة الكرامة
لمحجة البيضاء
د.طارق عبدالله
*عندما كان التتار على اعتاب العراق كان الشافعية والحنابلة في اوج خلافاتهم حول البسملة في الصلاة جهرا” ام سرا” ووصل الخصام بينهما لمرحلة الاعتداء على بعضهم البعض ودخل التتار بغداد في عام 1258 وكانت وقتها حاضرة الخلافة العباسية ومنعوا الصلاة ولم يجدوا المختلفين البسملة لاسرا” ولا جهرا” تلك القصة تحكي عن حالنا، تتوسع المليشيا في كردفان ودارفور وتقتل وتنتهك والمجتمع الداخلي مشغول بمكالمة رئيس الوزراء مع لينا يعقوب ومشغول ب(ذبابتين) شاهدهما مستشار رئيس الوزراء في مطار بورتسودان، اليس ذلك امر يستحق التقيوء من بساطة الاهتمام وضحالة التفكير ؟! الثابت في الامر ان رئيس الوزراء ومن حوله يلهون الشعب بسفاسف الامور بدلا” من توجيه الناس نحو الهدف الأعلى وهو إنهاء الحرب، بالقضاء على المرتزقة، وان نجاح كامل ادريس رهين بإعادة الحياة إلى طبيعتها و توفير الخدمات الضرورية للمواطنين، عليه ان ينظر حوله ليعرف إنه اخطاء الاختيار و اتى بمستشارين يجولون به في دوامة الفشل و مستنقع سوء التصرف
*الدولة محتاجة لحكومة مدنية تصالح المجتمع الإقليمي والدولي الذي يرفض استلام الجيش للسلطة وهذا لا خلاف عليه و الدولة في حالة حرب وبالتالي تحتاج رئيس وزراء صاحب (كاريزما ) قوية لاتقل عن صفات العسكرين، يعتمد على مؤسسات الدولة بدلا” من إحاطة نفسه بمستشارين يرهلٌون الطاقم الحكومي في وقت تحتاج الدولة لخفض مصروفاتها حتى لا يتحمل المواطن المغلوب على امره مصروفاتهم، و ادعاء البعض العمل مجانا” فرية غير مقنعة لان لديهم مخصصات غير الراتب اولى ان تذهب في توفير الخدمات الضرورية التي تساهم في العودة الطوعية، هناك بون شاسع بين اداء اعضاء مجلس السيادة( الشرفين ) و مجلس الوزراء (التنفيذين) السبب عدم الترابط و التجانس و اغراق الطاقم بالمستشارين واخطاء الاخرين يتحمل وزرها الطاقم التنفيذي ومن ذلك تتحمل وزارة الخارجية زيارة رئيس الوزراء للمملكة السعودية التي حكم عليها الراي العام بالفشل
*الهدف من الحديث ان المجتمع مشغول بامور تافهة و حسب متابعتي مصدرها مكتب رئيس الوزراء، هناك مشكلة حقيقة يجب الاعتراف بها اولا” و معالجتها ثانية” وإن يصطف الجميع تجاه معركة الكرامة باسناد الجيش و مواجهة المرتزقة و مواصلة ترند (لا للامارات) الذي توقف نتيجة المشاكسات الداخلية والانتصار للمناصب لا للوطن ..معركة الكرامة معركة وجودية التقاعس فيها سيتضرر منه الجميع ولن يجد رئيس الوزراء ولا مستشاريه البسلمة لا سرا” و لا جهرا” ولن يكون هناك وطن، لذلك يجب تجاوز تلك الخلافات والاهتمام بالمعركة وعدم الافتاء في شكل تنفيذ العمليات العسكرية التي لا ترضي الشعب ولكن يجب ان نعرف ان العلوم العسكرية علم يدرس و خطط وان القوات المسلحة ادت دورها والنتائج واضحة في ان الخطط التي ينفذها الجيش ناجحة، الذي شاهد انتشار المليشيا في الخرطوم والجزيرة لايمكن ان يصدق فرارهم من الولايتين و خلوهما من( ام كعوكات )، علينا ان نترك العمليات العسكرية لاصحابها وإن ندعمهم و علينا قيادة المعركة ضد انور قرقاش وضاحي خلفان وضد المتأمرين على السودان، دول و شخصيات و منظمات، ميدان الاعلام ام المعارك علينا خوض غماره وإن نترك العمليات العسكرية لاصحابها،
